 |
| اللجم التركي |
اللجم العثماني
ما هو؟ وهل استخدمه العثمانيون في حماية دفائنهم؟
تُعد قضية اللجم العثماني من أكثر المواضيع إثارة للجدل بين الباحثين في علم الآثار والمهتمين بتتبع الدفائن العثمانية. فما هو هذا المفهوم الغامض الذي ارتبط بالسحر والطلاسم؟ وهل فعلاً كان يُستخدم من قبل قادة الجيش العثماني لحماية كنوزهم وأسرارهم؟
ما هو اللجم العثماني؟
اللجم – أو ما يُعرف شعبيًا بـ"لجم الدفائن" – هو أسلوب غامض يجمع بين تلاوة آيات من القرآن الكريم مع إدخال أسماء معينة بطريقة غير شرعية، وتحت طقوس محددة، تتضمن ساعات معينة وهيئات معينة، بهدف فرض نوع من السيطرة الروحية على مكان أو شيء محدد.
رغم أن البعض يراه مجرد خرافة، إلا أن الكثير من الباحثين والمهتمين بتتبع الكنوز القديمة يؤكدون أن اللجم العثماني كان يُستخدم لحماية الدفائن العثمانية الكبيرة، خاصة تلك التي كانت تابعة لقادة عسكريين رفيعي المستوى.
استخدام اللجم مع الدفائن العثمانية
أشارت تجارب ميدانية عديدة إلى أن اللجم كان يُستخدم تحديدًا مع الدفائن الكبيرة التي رافقها قادة أتراك كبار في أواخر عهد الدولة العثمانية. وقد كان يُستعان حينها بما يُعرف بـ "الخبير الروحاني" أو "الشيخ المغربي"، الذي يُجيد التعامل مع الطلاسم، والرصد، وحل الموانع الروحية، أو حتى تقويتها إن كانت الكنوز مدفونة فوق بقايا دفائن رومانية أو بيزنطية أقدم.
 |
| اللجم التركي. |
هل اللجم نوع من السحر؟
رغم محاولة البعض التخفيف من وصفه، إلا أن اللجم العثماني يُعد أحد أشكال السحر والكهانة، حتى وإن لم يرقَ إلى مستوى الطلاسم والرصد المعقد. فجوهره يقوم على استخدام آيات قرآنية بشكل محرف، مع أسماء غريبة، وممارسات غير شرعية، ما يجعله من أنواع السحر المحرمة شرعًا، وإن حاول البعض تسويغه بطرق مختلفة.
هل كانت الدولة العثمانية تستخدم السحر رسميًا؟
من المهم التوضيح أن الدولة العثمانية رسميًا لم تكن تستخدم السحر في أعمالها، ولا توجد دلائل أو وثائق في الأرشيف العثماني تُثبت ذلك. إلا أن بعض القادة العسكريين في أواخر أيام الدولة، خاصة مع ضعف السلطة المركزية، لجأوا إلى السحرة أو "الروحانيين" لحماية كنوزهم أو تسهيل عملياتهم أثناء الانسحاب من بعض المناطق.
اللجم في المجتمعات العربية حتى اليوم
حتى في وقتنا المعاصر، نجد في كثير من القرى العربية من يتحدث عن أشخاص "يلجمون"، سواء لحماية الأملاك الغالية أو حتى الحيوانات. وغالبًا ما يكون الهدف من هذا النوع من "اللجم" هو منع السرقة أو التدخل الخارجي، لكن الحقيقة أن هذا لا يعدو كونه نوعًا من السحر والشعوذة، المحرمة شرعًا والتي تحمل في طياتها أضرارًا روحية ونفسية جسيمة.
خلاصة
في النهاية، سواء كنت باحثًا في الدفائن أو مهتمًا بعالم الطلاسم، يجب أن تتعامل مع موضوع اللجم العثماني بحذر ووعي. فهو ليس مجرد أسطورة، بل ممارسة واقعية في بعض الفترات التاريخية، لكنها تحمل في جوهرها خطر السحر والكهانة
