اتجاهات الدفن حسب الحضارات
![]() |
اتجاهات الدفن حسب الحضارات |
اتجاهات الدفن
أولاً:الإغريق (اليونان)
في المدافن اليونانية القديمة، كانوا يفضلون الدفن باتجاه الغرب والشمال الغربي. الأجواء هناك غريبة نوعا ما، الإشارات ليست مرتبة كما يتوقع المرء، بل تبدو عشوائية إلى حد ما
لاحظ الباحثون أنهم كانوا يغطون العلامات المهمة بزيت مغلي، ربما لحمايتها من العوامل الجوية. رغم جمال تلك المدافن وثرائها الأثري، إلا أن الوصول إليها ليس سهلا على الإطلاق
الأبواب؟ نعم، غالبا ما تواجه الغرب أو الشمال الغربي. الأمر معقد بعض الشيء، لكنه يثير الفضول حقا
ثانيا : الرومان الوثنيون
عند دراسة الممارسات الجنائزية عند الرومان الوثنيين، نلاحظ توجها واضحا نحو دفن الموتى في الجهة الغربية. هذا الأمر ليس عشوائيا بل يعكس منظومة معتقداتهم
المثير للاهتمام أنك لو تجولت في موقع أثري روماني قديم، ستلاحظ أن المعابد والمنشآت السكنية تتجه صوب الشرق. بينما تقع المدافن في الجانب الآخر. الأمر يعطي انطباعا عن رؤيتهم للحياة والموت
في بعض الأحيان تصادف معاصر قديمة. شكلها دائري في الغالب. لو دققت النظر ستجدها موجهة بدقة. الانحدار نحو الشرق له دلالة خاصة عندهم. كانوا يعتبرونه مناسبا للمعيشة
أما الغرب فكان بمثابة عالم آخر. القبور هناك تبدو أكثر انتظاما. النقوش عليها ناعمة الملمس في العادة. هذا التقسيم المكاني يعكس فلسفة عميقة في نظرتهم للوجود
الملاحظ أن الإشارات الأثرية المهمة تكون محفورة بعناية. هذا ليس من قبيل الصدفة. كان للاتجاهات معنى مقدس في ثقافتهم. حتى أبواب المغر تتبع هذا النمط
دراسة هذه التفاصيل الصغيرة تفتح نافذة على عقلية ذلك العصر. كل شيء كان له مغزى. حتى اتجاه البئر أو مدخل الكهف كان يحمل رسالة
ثالثا : البيزنطيون
البحث في العادات الجنائزية البيزنطية يظهر اهتماماً واضحاً بالتفاصيل الرمزية. كانوا يفضلون الدفن باتجاه الشمال الغربي في معظم الحالات، ربما لأسباب تتعلق بمعتقداتهم حول العالم الآخر
الصليب كرمز ديني كان يغير المعادلة تماماً، فيتحول الاتجاه إلى الشمال الشرقي. هذا التحول قد يعكس رؤية لاهوتية معينة أو تفسيراً مختلفاً للخلود
المقابر البيزنطية تتميز بدقة الإنشاء وجمال التصميم. الجرون المربعة منتشرة بكثرة، مما قد يشير إلى نظام معين في تنظيم المدافن
الأحرف مثل T وY وK تظهر بشكل متكرر في النقوش الجنائزية. يبدو أنها كانت مرتبطة بالكهنة أو ربما تمثل صلوات خاصة. المعاصر والآبار غالباً ما تكون قريبة من هذه المواقع، مما قد يدل على طقوس مرتبطة بالماء أو التطهير
الدراسات في هذا المجال لا تزال تواجه بعض الغموض. كل اكتشاف جديد يطرح أسئلة إضافية حول الدلالات العميقة لهذه الرموز
رابعا :الفينيقيون
عند دراسة طقوس الدفن عند الفينيقيين، نجد أنهم كانوا يتبعون نظاماً معقداً في توجيه القبور. من المثير للاهتمام أن اتجاه الدفن التكنيزي كان شمالاً وجنوباً، بينما نلاحظ أن الاتجاه العقائدي اختلف تماماً حيث كان شرقاً وغرباً
هناك صعوبة كبيرة في دراسة هذه الممارسات بدقة، لأن معظم الإشارات والآثار الدالة عليها قد تعرضت للتلف والطمس مع مرور الزمن. من الجدير بالذكر أن الفينيقيين والكنعانيين يشتركون في العديد من هذه الممارسات، مما يجعل التمييز بينهما في بعض الأحيان أمراً معقداً
لا نستطيع الجزم بكل التفاصيل بسبب ندرة المصادر الأثرية الموثوقة، لكن الدراسات الحديثة تحاول سد هذه الفجوة من خلال تحليل البقايا المتبقيه
:خامسا اليهود
اليهود عاشوا عبر التاريخ ضمن مجتمعات أخرى، ولم يطوروا حضارة مستقلة بمعنى الكلمة. كانوا يعملون غالباً في التجارة وبعض المهن الأخرى
الإشارات التي تركها اليهود تختلف عن غيرها، فهي منحوتة على صخور قاسية، وتميل ألوانها إلى السواد. هذه الإشارات غالباً ما تكون مرتبطة بطقوسهم الدينية، وباتجاه القدس تحديداً
من الملاحظ أن هذه الرموز توضع في أماكن منعزلة، بعيدة عن المناطق المأهولة. ربما يعود ذلك لطبيعة حياتهم المتنقلة تاريخياً
سادسا: العثمانيون
العثمانيون تركوا بصمة واضحة في التاريخ. كان دفنهم للأشياء الخاصة مؤقتا، وهذا يثير تساؤلات كثيره
الحروب قلت في عهدهم بشكل ملحوظ، لكن لا نعرف إن كان ذلك بقصد أو صدفة. ربما كانت الظروف مختلفة حينها
الأتراك جاءوا بعد الثورة، في زمن مضطرب حقا. الحرب العالمية الأولى غيرت الكثير من المعادلات
لا نستطيع القول إن الأتراك اتخذوا مسارا عقائديا واضحا. اعتمادهم على الحسابات المعقدة جعل الأمور أكثر غموضا
الرياضيات لعبت دورا غريبا في قراراتهم. هل كان ذلك حكيما أم
مجرد رد فعل للظروف؟ التاريخ يحمل إجابات قد لا نعرفها كلها