 |
| الدفائن الرومانية |
الدفائن الرومانية: أسرار الكنوز المخبأة في زمن الإمبراطورية
مقدمه
الكنوز الرومانية دائمًا ما تجذب اهتمام الناس، خصوصًا محبي التاريخ والآثار. فهي تعكس قصة إمبراطورية عظيمة عاشت مئات السنين، مليئه بالقوة والثراء. لكن، ما هي قصتها الحقيقية؟ واين ممكن ان نجد آثارها المدفونة؟ وهل هناك علامات خاصة تدل عليها؟
في هذا المقال، سوف نغوص معًا في عالم الدفائن الرومانية ونكشف عن أسرارها التي لا يعرفها كثيرون
أولاً: فترة الدفائن الرومانية وأسباب إخفائها
الإمبراطورية الرومانية استمرت لفترة طويلة، بدأت من عام 27 قبل الميلاد وانتهت في الغرب حوالي عام 476 ميلادية. أما في الشرق، فالفرع المعروف بالإمبراطورية البيزنطية استمر حتى عام 1453. خلال هذه الأزمنة الطويلة، شهدت الإمبراطورية الكثير من الحروب والصراعات الداخلية. بسبب هذه الفوضى، كثير من الناس قرروا ان يخفوا ممتلكاتهم الثمينة من ذهب وفضة، خوفاً من السرقة أو الغزو. ومن هنا بدأت قصة الدفائن الرومانية، التي الى الآن الباحثين يكتشفون منها قطع في مناطق مختلفة بالعالم
ثانياً: أنواع الدفائن الرومانية
تنوّعت الدفائن الرومانية بحسب الحالة الاجتماعية لصاحبها ونوع الثروة التي كان يمتلكها. ومن أبرز هذه الأنواع
العملات المعدنية
كان الرومان يصنعون عملاتهم من الذهب والفضة والنحاس. كانوا يخزنونها غالباً في جرار فخارية أو صناديق صغيرة. هذه العملات اليوم تعتبر من أهم الاكتشافات التي يعثر عليها المنقبون، لأنها تحمل صور الأباطرة ونقوش توضح زمن سكّها
الأواني والأدوات الثمينة
الدفائن لم تكن فقط نقوداً، بل تشمل أيضاً أواني فخارية وزجاجية وفضية، وأدوات منزلية فاخرة. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك خواتم وأساور وأقراط تُستخدم كزينة أو تُقدم كهدايا
الوثائق والأشياء الشخصية
في حالات قليلة، وجدوا وثائق رومانية محفوظة داخل علب معدنية أو جرار صغيرة. هذه الوثائق تحتوي على وصايا أو سجلات ملكية، مما يجعلها كنوزاً تاريخية لا تقدر بثمن
ثالثاً: الأماكن المحتملة لوجود الدفائن الرومانية
كانت الحضارة الرومانية مشهورة بتنظيمها العمراني الكبير، ولهذا السبب تجد الدفائن في أماكن مختلفة ومتنوعة. مثلاً، كثيرًا ما كانت تُدفن الأشياء الثمينة قرب البيوت القديمة أو القصور التي كانت في المناطق الزراعيه. كما انها كانت على الطرق القديمة اللي كانت تمر فيها القوافل التجارية، كانت مخابئ صغيرة تنتظر من يكتشفها. في المواقع العسكرية والمقابر، كان الجنود أحيانًا يُدفنون مع بعض أغراضهم الشخصية. وحتى في الأراضي الزراعية القديمة، كان الفلاحون يخبّؤون أموالهم تحت التراب، ويحاولون حراسة ممتلكاتهم من الغزاة أو الضرائب المفروضة
رابعاً: العلامات الدالة على وجود دفائن رومانية
عادةً ما يعتمد الباحثون على رموز ونقوش رومانية قديمة موجودة على الصخور أو الجدران لتحديد أماكن الدفائن المدفونة. مثلاً، عندما تجد رسم صغير لجرار أو نقش على الصخر، غالبًا مايكون هذا دليل على وجود وعاء خزفي فيه نقود أو مجوهرات. أما النجمة المنقوشة أو النقطة البارزة، فهي تشير إلى مخبأ معدني صغير تحت صخرة
لو رأيت دوائر أو حفر صغيرة(جرون)، قد تكون علامة على دفينة صغيرة أو قطعة ثمينة مخفية. وفي بعض الأحيان، الخطوط الرأسية أو المربعات اللي تشبه أعمدة أو مباني، تعني وجود بناء روماني قديم وغالبًا يكون الدفن تحته.ايضا الأسهم التي تكون مائلة أو تشير في اتجاه معين، هي تعليمات لتتبع الطريق لمسافة محددة من اجل الوصول الى الدفين
وأخيراً، علامة الصليب البسيطة أو حرف + أحيانًا تُستخدم كرمز للحماية أو تدل على مكان الدفن الأخير. كل هذه الرموز تساعد الباحثين في فك طلاسم الزمن والعثور على الكنوز المدفونة
خامساً: طريقة دفن الكنوز في العهد الروماني
الرومان كانوا حريصين جداً عند دفن كنوزهم، ودائماً يختاروا طرق ذكية بسهولة. أولا ، كانوا يختارون أماكن بعيدة عن الأنظار، تحت صخرة كبيرة مثلا أو بجانب جدار في مبنى قديم. المكان لابد ان يكون هاديء وبعيد عن الانظار
ايضا، كانوا يستخدموا أوعية مصنوعة من الفخار أو خشب متين، وغالباً يضعوا داخل الوعاء قماش أو قش منواحل ان يحافظوا على الذهب من الرطوبة
بعد ذلم، كانوا يغطوا الدفينة جيدا، ويضعوا فوقها تراب أو رمل، وبعد ذلك يضعوا حجر ثقيل أو مميز من اجل تغطيتها وكأنها جزء من المكان، وايضا هذا الحجر يساعدهم ليعرفوا مكانها مستقبلا
وأخيراً، منواجل تميزا مكان الكنز للعوده له، كانوا ينقشون علامة صغيرة أو رمز على صخرة قريبة، رمز بسيط لتدلهم ب الضبط اين الخبيئه. كل خطوة كانت مدروسة بعناية من اجل ان يحافظوا على كنوزهم بأمان
سادسا : أهمية دراسة الدفائن الرومانية
البحث عن الدفائن الرومانية لا يقتصر فقط على البحث عن الذهب أو الكنوز الثمينة. هو في الأساس رحلة لاكتشاف تاريخ الإنسانية. كل قطعة تُعثر عليها تحمل معها حكاية عن حضارة عاشت وازدهرت في مجالات الهندسة، والفنون، والزراعة، والتجارة. بالإضافة إلى ذلك، هذه الاكتشافات تساعدنا على فهم كيف كانت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تلك الأزمنة، وتدعم أيضًا جذب السياح المهتمين بالآثار والتاريخ
